كشف المدير العام لجمعية «أيتام الشرقية» (تمكين) خالد الخان، عن أن عدد الأيتام «البالغين» من ذوي الظروف الخاصة (مجهولي الأبوين)، بلغ نحو 500 ابن وابنة على مستوى المنطقة الشرقية. جاء ذلك على هامش ورشة عمل أقامتها وزارة الشؤون الاجتماعية بمشاركة عدد من الدور الاجتماعية، والجمعيات الخيرية المهتمة برعاية الأيتام حول المملكة، أخيراً في الرياض، بعنوان: «تطوير البرامج والخدمات المقدمة للأيتام في الدور الإيوائية»، التي تضمنت أربع جلسات، ناقشت المعوقات التي تحول من دون تحقيق التنشئة السليمة للأبناء، والتحديات التي تواجهها الدور في توفير خدمتها وبرامجها، إضافة إلى طرح مقترحات للأنشطة والبرامج والأنظمة الجديدة لتحقيق مصلحة الأبناء، ودعم دمجهم في المجتمع واتخاذ أهم القرارات ذات الأثر الكبير على نفوس الأبناء الأيتام مثل: الاحتضان العائلي والاجتماعي، والتعليم الأكاديمي، والأنشطة الرياضية، والتحضير للانخراط في سوق العمل.
وأوضح الخان لـ»الحياة» أن مشاركة «تمكين» في الورشة جاءت لكونها «جمعية مختصة في رعاية الأيتام البالغين من ذوي الظروف الخاصة، إذ تعمل «تمكين» على دعم ومساندة وتوفير الرعاية الشاملة اجتماعياً ونفسياً وتربوياً وتعليمياً وصحياً بشكل علمي حديث. كما تعمل على دمجهم تدريجياً في المجتمع، وتطوير وضع الأيتام في المنطقة». وتابع: «تخلل ورش العمل مناقشة شفافة لمحاولة تذليل المصاعب التي تواجهها الجمعيات الخيرية المهتمة برعاية الأيتام، من أجل تغيير واقع الأيتام، خصوصاً مجهولي النسب أو اللقطاء».
وأشار إلى أن أبرز المشكلات التي تعوق عمل الجمعيات الخيرية تكمن في «عقود الإعاشة، وتنقل المشرفين والمشرفات في الدور الاجتماعية من منطقة إلى أخرى، بسبب الترقيات أو نحوها، ما تنعكس ظلاله على الأيتام من الناحية النفسية. فكل الذكريات التي عاشها الأيتام مع المشرفين تذهب أدراج الرياح، ما يتسبب في معاناة نفسية للأيتام، خصوصاً بعد قدوم مشرفين جدد لم يعهدوهم من قبل».
وأكد المدير العام لجمعية «تمكين» أن هناك مشكلات تتلخص مجملها في «بعض البرامج المقدمة للأيتام، مثل: الحج والعمرة وكسوة رمضان والعيد والتعليم وبرامج التدريب، والتي تتلخص في نقص المتخصصين في مثل هذه البرامج، إضافة إلى شمول البرامج المقدمة لكل الفئات العمرية، وهو ما يتعارض مع بعض الفئات التي تحتاج إلى برامج خاصة بكل فئة عمرية». ولفت إلى ضرورة «مراعاة تغير عامل الزمن والحاجات وبعض القوانين القديمة التي لم تعد صالحة لهذا الزمن، خصوصاً في ما يتعلق بالمكافآت المادية والعقاب والثواب التي يحكمها بالعادة المزاج الشخصي للمسؤول»، متمنياً أن «تتمخض نتائج ورشة العمل عن سن تشريعات جديدة تنظم عمل الجمعيات الخيرية، ليمكنها من العمل وأداء خدماتها بالشكل المطلوب».